تحولت حياتنا بشكل كبير إلى العالم الافتراضي، فجميع المجالات أصبح لها وجود في العالم الرقمي، وتغير نمط حياتنا بداية من الطريقة التي نتسوق بها، وكيفية حصولنا على الطعام، وحتى طريقة تواصلنا اجتماعيًا تغير بشكل كبير.
هذا التغير الذي طال جميع مجالات الحياة تقريبًا، كان له أثر قوي في مجال التعليم، من خلال ابتكار أساليب وطرق جديدة في مجال التعليم، وأصبح التعلم الإلكتروني هو السائد حاليًا، وخاصة التدريب الإلكتروني التفاعلي لما فيه من مميزات، ولكن قبل أن نستعرضها معًا دعونا نشرح أولًا ما هو التعلم التفاعلي.
التعلم الإلكتروني التفاعلي هو أن تتلقى محتوى الدورة التدريبية أونلاين، من خلال محاضرة بث مباشر مع المحاضر، بإمكانك طرح الأسئلة وسرد الملاحظات والدخول في نقاش مع المحاضر أو مع أي متدرب آخر، كما لو كنت معهم في نفس المكان، على عكس التعلم عن طريق الفيديوهات المسجلة والتي تكون فيها متلقي فقط.
كما يتم استخدام التقنيات الحديثة والمجسمات والألعاب في التعلم الإلكتروني التفاعلي، بهدف جعل عملية التعلم ممتعة، ويصبح المحاضر والمتدرب في علاقة أفقية كلاهما متساويان كلاهما يشاركان في المحتوى التعليمي، وليست العلاقة بين طرف مرسل وطرف متلقي.
دعنا نبسط لك الأمر؛ تخيل أنك تقود سيارتك على طريق طويل مدته ساعتين، طريق لا يوجد فيه أي شيء يلفت الأنظار، وبدأ يتخللك الشعور بالملل والرتابة والخمول، وبدأت تفقد انتباهك وتركيزك شيئًا فشيئًا، في هذه اللحظة؛ قد تفقد المسار الصحيح وتسلك طريق خاطئ، وربما تغير وجهتك تمامًا من فرط الملل، هذا بالضبط ما يحدث في التعلم بالشكل التقليدي أو التعلم الإلكتروني عن طريق الفيديوهات المسجلة.
على عكس التعلم الإلكتروني التفاعلي، المليء بالمحفزات والمنبهات المستمرة، والعناصر المختلفة التي تحافظ على انتباهك وتركيزك، بل وتجعل من طريقك رحلة ممتعة، لتصل إلى هدفك في النهاية.
التحدي الأكبر الذي يواجهنا جميعًا هو التركيز، بسبب سرعة نمط الحياة وسرعة كل شيء حولنا، أصبحنا غير قادرين على التركيز لمدة طويلة، بل إن التركيز لدقائق متواصلة أصبح إنجازًا هامًا، لذلك واحدة من نقاط قوة التعليم الإلكتروني التفاعلي هي قدرته على جذب انتباه المتلقي.
يمتلك التعلم الإلكتروني التفاعلي مجموعة من الأدوات التي تلعب دورًا هامًا في عملية التعلم، مثل اختبارات المعلومات المتحركة، واستطلاعات رأي الطلاب، واللوحات، وغيرها من الأدوات التي تعمل على تعزيز المحتوى التعليمي، والحفاظ على انتباهك أكبر وقت ممكن، ودمجك في أنشطة تفاعلية داخل الدورة التدريبية.
بكل تأكيد أينما ذهبت بيدك هاتفك المحمول أو اللاب توب الخاص بك، ما يجعل عملية الوصول لمحتوى التدريب الإلكتروني التفاعلي أسهل بكثير، فهذا النوع من التدريب لا يقيدك بمكان، يمكن أن تتلقى تدريبك في أي وقت ومن أي مكان ومن أي جهاز، ستتعلم من المنزل أو المكتب بكل سهولة.
الطلاب 3 أنواع؛ سمعي ومرئي وعملي، أيًا كان النوع الذي تنتمي إليه، أنت لست مضطرًا للتعلم بنمط لا يناسبك. كيف هذا ؟ سنخبرك الآن.
في طرق التعلم التقليدية وأيضًا التعلم الإلكتروني عن طريق الفيديوهات المسجلة؛ يكون الاعتماد في توصيل المعلومات على العروض التقديمية المنطوقة أو القراءة بصوت عال من الكتب، بينما في التعلم الإلكتروني التفاعلي يكون التركيز على أنماط التعلم المختلفة وإدراج أساليب تناسب كل نمط.
على سبيل المثال، إذا كنت متعلمًا سمعيًا ستتمكن من مناقشة ومشاركة أفكارك بصوت عالٍ ؛ وإذا كنت متعلمًا مرئيًا سيمنحك التدريب التفاعلي تمثيلًا مرئيًا لخيارات الإجابة على الاختبار وغيرها من الأدوات المرئية التي تجعل من عملية التعلم مهمة ممتعة؛ وأخيرًا إذا كنت تنتمي لنمط المتعلم العملي ستتمكن من التفاعل والمشاركة في الاختبارات باستخدام استطلاعات الرأي وغيرها من الأدوات التفاعلية.
أي دورة تدريبية تشترك بها سواء كانت أونلاين أو أوفلاين، تتطلب تحديث محتواها كل فترة، في حالة اشتراكك بدورة تدريبية أوفلاين سيكون من الصعب الحصول على تحديثات مستمرة، وقد يتطلب الأمر حاجتك لشراء العديد من الكتب أو الاشتراك في دورات تدريبية أحدث، تلزمك بالحضور في مقر التدريب.
بينما في التعليم الإلكتروني التفاعلي يتم تحديث المحتوى كل فترة، لضمان أنك تمتلك المعلومات الصحيحة، وأنك تتابع مستجدات المجال أولًا بأول.
أهم ما يميز التعلم الإلكتروني التفاعلي أنه يتيح لك الفرصة لطرح أسئلتك والحصول على الإجابات بشكل فوري، ومشاركة آراءك مع المحاضر ومع الزملاء بكل سهولة، على عكس التعلم عن طريق الفيديوهات المسجلة فأنت متلقي فقط، لا تستطيع دخول أي نقاش مع المدرب فهو يرسل لك المادة التعليمية ثم يختفي!
والمشكلة ذاتها في بيئة التعلم التقليدية، فإذا كنت من الطلاب الخجولين فأنت حتمًا تعاني من عدم حصولك على الفرصة لطرح الأسئلة أو التعبير عن أفكارك أو مشاركة آرائك، والسبب ببساطة أن الفرصة دائمًا تذهب للطالب الأعلى صوتًا والأكثر ثقة في المحاضرة.
والآن بعدما تعرفت على التدريب الإلكتروني التفاعلي ومميزاته، هل ستقوم بتجربة هذا النوع من التدريب؟