التغيير صعب، ولكن ليس مستحيلًا! لدينا جميعًا أشياء في حياتنا نريد تغييرها، مثل نمط حياتنا، أو عاداتنا الغذائية، أو طريقة تفكيرنا. ولكن تغيير هذه الأشياء يحتاج إلى وقت ومثابرة. وذلك لأن التغيير يتطلب منا التخلي عن عادات قديمة وتعلم عادات جديدة. وهذا ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى تركيز ووعي وإصرار.
عندما تسعى لتغيير شيء في حياتك، ركز على مجال واحد محدد - خصوصًا إن كان هذا المجال مهمًا جدًا في وضعك الحالي. محاولة تغيير الكثير من الأشياء دفعة واحدة ستؤدي على الأرجح إلى الإرهاق والإحباط، إنها الطريق للاستنزاف والفشل.
يحاول الجميع دومًا تخطي هذه الخطوة ، أنصحك بالتأمل فيها أكثر، أي تغيير تسعى إليه يمكنك تحقيقه بكل سهولة، ولكن بشرط واحد: هو أن تعرف أولًا لماذا تريد هذا التغيير،هذا سيمنحك الفرصة لتوضيح الأسباب العميقة التي تدفعك للالتزام بتلك العملية الشّاقة للتغيير، وعندما تشعر بصعوبة الاستمرار في التغيير، يمكنك دائمًا العودة إلى تلك الأسباب لمساعدتك على التمسّك به.
أيًا كان السلوك الذي تحاول تغييره، فهو في الواقع يحقق لك فائدةً ما، ولهذا السبب تمسك به. ولكن كون هذا السلوك يقدم لك شيئًا ما لا يعني أنه مفيد. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في التخلص من الكسل، فقد تعتقد أن الكسل يقدم لك فائدة وهي الراحة. ولكن في الواقع، الكسل مضر لك تمامًا، لأنه يحرمك من تحقيق أهدافك وتحسين حياتك.
لذلك، من المهم أن تفهم كيفية عمل هذا السلوك غير المرغوب فيه، حتى تتمكن من فهم سبب صعوبة تغييره. قد يكون هذا السلوك وسيلة لتجنب الشعور بالألم أو الخوف أو القلق. أو قد يكون وسيلة لكسب الاهتمام أو الشعور بالقيمة. بمجرد أن تفهم سبب قيامك بهذا السلوك، يمكنك البدء في إيجاد طرق أكثر صحة لتحقيق نفس النتيجة.
عندما تشعر بعدم الراحة بسبب التغيير، حاول ألا تهرب منه على الفور. خذ نفسًا عميقًا واسمح لنفسك بالشعور بالانزعاج. حاول فهم ما هو الأمر الذي يسبب لك عدم الراحة.
نعم، أعلم أنك لا تحب الانزعاج. إنه شعور غير مريح وغير سار. لكن في كثير من الأحيان، عندما نسمح لأنفسنا بتجربة مشاعرنا الصعبة بشكل كامل، يمكننا أن نتعلم بعض الأشياء المهمة جدًا عن أنفسنا والتي يمكن أن تساعدنا على التغيير.
غالبًا ما يمكنك تقسيم السلوك الذي تحاول تغييره إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق. إذا كنت تحاول تناول طعامًا صحيًا، فابدأ بإضافة الخضار والفاكهة إلى خطة وجباتك العادية كل يوم، بدلاً من تغيير القائمة بأكملها دفعة واحدة.
التعديل البطيء والتدريجي، بدلاً من التغيير الجذري الهائل، يمنحك الفرصة لاتخاذ الأمور خطوة بخطوة، مما يمكن أن يكون أكثر إنتاجية وأكثر احتمالًا للنتيجة في تغيير دائم.
الفكرة هنا هي التركيز على التقدم المستمر بدلاً من الكمال. تذكر، حتى أصغر الخطوات يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل.
يكره الكثيرون هذه النصيحة لأن معظمنا يعشق تحقيق النتائج الفورية. والحقيقة هي أن التغيير الحقيقي يدوم على المدى البعيد ويحدث بتدرج. محاولة استعجال التغيير غالبًا ما تقود إلى التطرف والإرهاق، وبالتالي العودة إلى السلوك القديم بشكل عكسي. لذا، اسمح للتغيير أن يمر بسرعة تناسبك وترضيك.
تغيير أنماط سلوكنا يحتاج إلى وقت وصبر على أنفسنا. تذكر أن التغيير الشخصي لا يجب أن يكون مثاليًا. كل ما يهم هو أن يتجه في الاتجاه الصحيح. قد تكون خطواتك صغيرة، لكن المهم أن تستمر بها بثبات. لا تقض وقتك في مقارنة تقدمك بالآخرين، بل ركز على رحلتك الشخصية نحو الإصدار الأفضل من نفسك.
وأخيرًا؛ إذا كنت ترغب في تحقيق أفضل النتائج في رحلة تغيير الذات، ننصحك بالتسجيل في كورس الإدارة الاستراتيجية للتغيير الشخصي، والذي ستتمكن من خلاله من تحديد نقاط القوة والضعف في شخصيتك، واستكشاف الفرص والتحديات الموجودة في حياتك، ومن ثم وضع خطة عملية لمعالجة نقاط الضعف وتوظيف نقاط القوة واستثمارها.