يبدو أن التغيرات التي حدثت في العالم منذ ظهور كورونا قد خدمت بعض القطاعات بشكل كبير جدا، ومن اهم القطاعات التي استفادت استفادة مباشرة من كورونا هي قطاع الشحن واللوجيستيك والتي ازدهرت بشدة في السنتين الأخيرتين ومنذ ظهور الجائحة العالمية، وللحفاظ على هذا النجاح الذي يحظى به قطاع الشحن والنقل، يجب تسليط الضوء على عنصر من اهم العناصر التي تساعد صناعة الشحن واللوجستيك على النجاح.
من خلال التجربة والممارسة نجد أن أهم عامل من عوامل النجاح لأي شركة شحن هم موظفي التوصيل - المناديب - حيث ان اداءهم هذه الفئة من العاملين أثره مباشر وكبير على نجاح منظومة الشحن او فشلها.
لماذا المندوب هو اهم عنصر في منظومة الشحن والنقل؟
ببساطة لأن ماكينة الشحن واللوجستيك اهم ترس فيها هم موظفي التوصيل او مناديب التوصيل، تخيل معي ان هؤلاء الموظفين مثل المهاجم في اي فريق كرة، المهاجم هو من يتوج مجهود الفريق كله بإحراز الهدف، فحتى لو امتلك الفريق حارس مرمى عالمي وخط دفاع ووسط على أعلى مستوى، اذا لم يكن هناك مهاجم جيد يترجم هذه السيطرة الى أهداف فإن الفريق سيدخل في دوامة فقد نقاط تنتهي بالخسارة في النهاية .. اذا تجاهل اي فريق كرة لاختيار مهاجم قوي يفقده البطولة، وبالمثل فإن تقصير شركة الشحن في اختيار موظفين توصيل ومناديب على مستوى من الكفاءة والفهم بمهام وظيفته يفقد الشركة المزيد والمزيد من الزبائن والعملاء.
إن صناعة الشحن تواجه تحديات كبيرة بشكل يومي، تحديات لوجستية وتحديات مع الجهات الحكومية، وتحديات مع العملاء، وبالتالي لابد من تقليل المخاطر في الجزء الذي يمكن لشركة الشحن السيطرة عليه وتطويره وتحسينه .. وهنا تكمن اهمية تدريب المناديب لتجنب تلك المخاطر.
التدريب والتطوير هو كلمة السر لتقليل مخاطر انهيار شركات الشحن والنقل
كيف ذلك؟، ببساطة ان التدريب هو البوصلة التي تضبط بها اداء موظفي التوصيل والمناديب باعتبارهم اهم حلقة في المنظومة، وباعتبار ان العدد الاكبر من العاملين في شركات الشحن يكون هو المناديب، وبالتالي تدريبهم وتطوير ادائهم يكون بنفس اهمية التسويق والبيع وغيرها من عناصر نجاح المنظومة الادارية، التدريب هو المفتاح الذي يساعدك على تجنب زيادة معدل دوران العمالة، وكذلك يخلق حالة من الولاء للشركة وللمنظومة من الموظف الذي يجد نفسه يتطور ويتعلم في هذه المنظومة بما يجعله مرتبطا بها ويحتاجه كما تحتاجه هي، إن اللجوء الى التدريب والتطوير يعد عنصرا فعالا لتجنب اخفاقات قد يكون لها اثر سلبي كبير على نجاح المنظومة بما ينعكس على اداء الشركة ككل.
اللجوء للتدريب عموما هو حل سحري لتحسين منظومة العمل، ولكن التدريب والتطوير لعناصر شركات الشحن ليس رفاهية، بل هو جزء مكمل ورئيسي لنجاح شركات النقل في الارتقاء بمستوى الخدمة بما ينعكس ايجابا على سمعة الشركة وحجم عملها في السوق.