لاشك أن الخوف يسيطر على البشر وقت الازمات والحروب، ويميل الناس عموما الى التقوقع اكثر وتخفيض المصاريف والتكاليف والنفقات سواء على المستوى الشخصي او المهني، وهو بكل تأكيد امر مفهوم وطبيعي خلال وقت الازمات لأن المستقبل فيها يكون غامضا ولا تستطيع ان تعريف بوضوح كيف ستؤول الامور وكيف ستتغير ومتى تنتهي الازمة وعلى ماذا تنتهي .. وكلها امور تزيد من مشاعر الخوف والتوتر لدى الجميع وتدفعهم الى محاولة تخفيض انفاقهم بشكل عام والتركيز فقط على اساسيات الحياة.
لكن اذا تأملت مواقف أثرياء العالم، والذين حققوا نجاحات لامعة في الحياة، تجد أكثرهم يؤمن بأن اكثر وقت يحتاج منك الى التفكير خارج الصندوق هو وقت الازمات والحروب، والاستعداد لما بعدها .. يؤمن رواد الأعمال الناجحين بأن وقت الأزمة او الحرب له سقف زمني محدد مهما طال، وأشرس الحروب في التاريخ كان لها نهاية وهذا امر طبيعي ومفهوم، والمستعد لهذه اللحظة هو الذي سيستطيع ان يغنم اكثر الغنائم ويحقق قفزة نوعية على المستوى الشخصي والمهني ..
لذلك ينصح هؤلاء الرواد بالعمل على التجهيز والاعداد للحظة انتهاء الازمة او الحرب بكل الوسائل، فعلى المستوى الشخصي يجب على الأفراد اللجوء الى التدريب والتطوير الذاتي والحصول على الدورات التدريبية التي تهدف الى تحسين مهاراتهم وامكاناتهم بكل قوة وذلك ليكونوا على استعداد للمنافسة بعد انتهاء الازمة او الحرب بشكل يميزهم عمن تخلف عن هذا الاعداد والتجهيز.
وعلى مستوى الأعمال يُنصح بشدة لأصحاب الأعمال بوضع خطة تسويقية كبيرة للحظة انتهاء الازمة، واعداد برنامج تأهيل قيادات المؤسسة خلال وقت الازمة للإعداد لما بعدها، وهو ما سيجعل تلك المؤسسة على استعداد تام للحظة انتهاء هذه الازمة وسيجعلها على بعد خطوات كبيرة من منافسيها على مستوى الاعداد والتجهيز.
باختصار، إن التدريب والتطوير سواء على مستوى الافراد او المؤسسات يجب ان يكون في مركز الاهتمام خلال وقت الازمة او الحرب وليس العكس، وعلى الافراد والقيادات التفكير في استغلال وقت الازمات في عملية الاعداد والتجهيز بشكل جيد، وعليهم اعتبار التدريب من تلك الاساسيات التي لا يجب الاستغناء عنها وقت الازمات وليس العكس.