تُعد الحوكمة في الرعاية الصحية من أهم الركائز التي تقوم عليها المنظومات الصحية الحديثة، فهي الإطار الذي يُنظم العلاقة بين القيادة والإدارة والمجتمع، ويضمن أن تكون القرارات والسياسات والإجراءات داخل المؤسسات الصحية قائمة على مبادئ الشفافية والمساءلة والنزاهة والعدالة والمشاركة. وتُسهم الحوكمة الرشيدة في بناء الثقة بين مختلف الأطراف المعنية — سواء كانوا مرضى أو مقدمي خدمة أو جهات رقابية — من خلال وضوح الأدوار وتحديد المسؤوليات وتعزيز المساءلة المؤسسية. وفي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأنظمة الصحية عالميًا، مثل ارتفاع تكاليف الرعاية، وتزايد توقعات المرضى، وتطور التقنيات الطبية، أصبحت الحاجة إلى تطبيق مفاهيم الحوكمة المؤسسية في القطاع الصحي أمرًا حتميًا لضمان الاستدامة وتحقيق الكفاءة التشغيلية وجودة الخدمات. فالحوكمة ليست مجرد لوائح أو إجراءات إدارية، بل هي ثقافة مؤسسية تُترجم إلى ممارسات يومية تهدف إلى تحقيق أفضل النتائج للمرضى والمجتمع. إن تطبيق الحوكمة في القطاع الصحي ينعكس بشكل مباشر على مستوى ثقة المرضى والمجتمع في المؤسسة، وعلى قدرة القيادة على إدارة الأزمات والتعامل مع المخاطر والارتقاء بمستوى الأداء المؤسسي. ومن خلال هذا الدبلوم، سيتعرف المشاركون على أحدث النماذج والممارسات الدولية في الحوكمة الصحية، وكيفية بناء أطر فعّالة للحوكمة تشمل القيادة، إدارة المخاطر، الامتثال، الجودة، والمساءلة الاجتماعية.
برنامج تدريبي يهدف الى فهم وتطبيق مبادئ الحوكمة ودمجها في منظومة إدارة الجودة وسلامة المرضى والمخاطر والامتثال. ويدعم اتخاذ القرار المبني على الأدلة ويعزز العدالة والشفافية في إدارة الموارد البشرية والمالية والامتثال للقوانين والمعايير الوطنية والدولية مثل معايير (CBAHI) ومعايير (JCI) ومعايير الآيزو ذات العلاقة ويساعد في تبني نهج الحوكمة كأداة استراتيجية لتحقيق التحول المؤسسي وضمان استدامة التميز في الأداء، وتوحيد الجهود لتحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها بما يتماشى مع الاتجاهات العالمية الحديثة في الإدارة الصحية الرشيدة.