يشكّل الذكاء الاصطناعي اليوم محورًا رئيسيًا في تطوير أداء المستشفيات والارتقاء بجودة الرعاية الصحية بشكل غير مسبوق. فمع تنامي التحديات التي تواجه القطاع الطبي، من ضغط أعداد المرضى إلى نقص الكوادر البشرية وتزايد الحاجة إلى سرعة ودقة التشخيص، بات اعتماد المستشفيات على تقنيات الذكاء الاصطناعي استثمارًا حيويًا لا غنى عنه. تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات الطبية الضخمة خلال ثوانٍ، وتقديم دعم ذكي للأطباء في اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة، إلى جانب دورها في التنبؤ بالمضاعفات وتحسين معدلات التعافي. كما يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل معدلات الخطأ البشري بنسبة تصل إلى 30%، وفقًا لتقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، ويرفع من كفاءة إدارة العمليات داخل المستشفيات بما يتجاوز 40% بحسب أبحاث McKinsey، من خلال تحسين جداول المواعيد وتقليل أوقات الانتظار وتعزيز استخدام الموارد المتاحة. بل إن الروبوتات الجراحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بدأت تلعب دورًا مهمًا في العمليات الدقيقة والمعقدة، مما يقلل من معدلات المضاعفات ويُسرّع فترات الشفاء. وبذلك، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية بل أصبح شريكًا استراتيجيًا في تقديم خدمات طبية أكثر إنسانية وكفاءة. ومن هنا تأتي أهمية إعداد كوادر طبية وإدارية قادرة على فهم هذه التقنيات وتوظيفها بفعالية، وهي الرسالة التي تسعى هذه الدورة التدريبية إلى تحقيقها بجدية واحترافية.
يهدف هذا الدبلوم إلى تمكين مديري المستشفيات، الإداريين الصحيين، وخبراء تكنولوجيا المعلومات من استغلال قوة الذكاء الاصطناعي (AI) في تحسين الكفاءة التشغيلية، اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وإدارة الموارد البشرية والمالية بفعالية داخل المنشآت الصحية. ستركز الدورة على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في جوانب الإدارة اليومية للمستشفيات.